أرسل لصديق
السؤال:
أريد أن أسأل: هل يَجوز للمسلم أن يستعمل يوتيوب للبحْث عن أشياء، سواءٌ كانت تخصُّ العمل أو الدين أو الأخبار؛ لأنه يَسهل إيجادُها؟
علمًا أنَّ هذا الأخير يَحتوي على صُور نساء عاريات، وقاذورات أخرى، هل نأْثم لاستِعْماله؟ وجزاكم الله خيرًا.
المفتي: خالد عبد المنعم الرفاعي
الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فموقع اليوتيوب من المواقع التي تَحتوي على الحسَن والقبيح، والنَّافع والضَّارّ، وتُستعْمَل في الحلال والحرام؛ ولذلك فإنَّ حكمها بحسب الاستخدام والاستعمال، والغرض الَّذي استُعْمِلت من أجله؛ فمَن استخدمه فيما هو مباح أو مشْروع، فلا حرجَ عليه في ذلك - إن شاء الله - بشرْط أن لا يتعمَّد النَّظر إلى محرَّم، وأن لا يعرِّض نفسَه للفتنة، بالتصفُّح، أو يدفعه الفضول للدُّخول على ما لا يحتاجه.
وفي تلك الحال، لا يدخُل على الصَّفحة الرئيسة مباشرة، ولا يتصفَّح الجديد، وإنَّما يدخل عن طريق البحث عمَّا يُريد من موادَّ مباشرة؛ لأنَّه في الغالب تكون النَّتائج المعطاة مطابقةً ومُوافقة - في الأكثر - لِما كُتِب، ويندر أن يَخرج له شيء خارج بحثِه، كصور خليعة، أو كليبات، أو ما شابه، وإلاَّ فسيكون فريسةً للشَّيطان من خِلال تصفُّحه لهذا الموقع الَّذي يعجُّ بالحرام الصِّرْف، وبالفِتَن المدلهمَّة، بل والموت الأحمر، إلاَّ أنَّ به خيرًا كثيرًا، فهو مليء بالخُطب والدروس العلميَّة وغيرهما، وبه رُدود على أهْل الباطل، ونوادِر لأهل العلم، وأشْياء كثيرة - ثقافيَّة واجتماعيَّة وسياسيَّة - يَجدُر بالمسلم معرِفَتُها، بل يَقبح غالبًا جهلُها.
كما أنَّ هناك كثيرًا من الجهود الدعويَّة الجادَّة الَّتي يُجيب بها أصحابُها عن الدَّعاوى الباطلة المعاصرة، والشُّبه، وعلى الأقلام المسيئة للإسلام ونبيِّه – صلى الله عليه وسلم - ويردُّون بنفس الحرفيَّة والمهنيَّة، كما أنَّ له دورًا كبيرًا في تعْريف المسلمين بما يحدُث لإخوانهم في العالم، كما حدث في أزْمة الإيجور الأخيرة.
ومن فوائده أيضًا: فضح كثيرين من أهل الباطل، وإظهار المخالَفات التي تحدُث في شتَّى بقاع الأرْض، والتي لا يَخفى أنَّ نشْرَها بالصَّوت والصورة له تأثير شديد على الرَّأْي العالمي، مثْل الفيديو الذي يصوِّر دهْس مغتصب صهيوني لشاب فلَسطيني بسيَّارته، ولكن الواجب على المسلم الحصيف الذي لا يُخاطر بدينه: عدم استِعْمال هذا الموقع وأشباهِه من مواقع الفيديو، والمواقع الاجتماعيَّة كالفيس بوك، وعدم الاقتِراب إلاَّ عند الحاجة، فالمسلم الحق من لا يستعمل تلك التقنيات إلا بعد مرورها على فلتر الشريعة؛ ليخرج له من بين الفَرْث والدم الحلال المحض.
فإنْ علم المسلم في نفسِه ضعفًا، أو من حالِه انحرافًا عن الجادَّة، أو كان يعْلم من دينِه رقَّة، أو وجدَ نفسَه يتصفَّح فيما يحرُم، أو يدخل مباشرة على الصَّفحة الرئيسة ليتعرف على جديدِ الإضافات - فيحرم حينئذٍ؛ فالسَّلامة في الدين لا يعدلُها شيء، ودرْءُ المفاسد مقدَّم على جلب المنافع.
أمَّا مَن يَستعمِلها فيما حرَّم الله، فهذا - بلا شك – محرَّم، ولا يجوز له استعماله في تلك الحال، وليأخُذ نفسَه بالشدَّة، وليحذرْ من غضَب الجبَّار،، والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن موقع الألوكة