اعترف مدرب فريق كرة القدم الأول بنادي الاتحاد أنزو هكتور أنه لا يعرف ماذا يحدث في فريقه خاصة أمام ذوب أهن أصفهان.. ولكنه تعهد بحل كل المشاكل الفنية التي يعاني منها، واعداً الجماهير الاتحادية بالفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال.. ورفض هكتور في لقائه مع "الرياضية" الكشف عن النواقص التي يعاني منها الفريق، مؤكدا أنه سيكشف كل شيء مع نهاية الموسم في تقريره الفني الذي سيرفعه للإدارة.. وشدد المدرب الأرجنتيني على أن لاعبي فريقه جيدون ولا يحتاجون للتغيير.. وأنهم فقط يحتاجون لعلاج بعض المشاكل الفنية لا أكثر.. فيما يلي التفاصيل:
ـ قبل كل شيء ماذا حصل للاتحاد في مباراته أمام ذوب أهن أصفهان ففي الشوط الأول ظهر الفريق بمستوى جيد واستطاع إحراز هدفين ولكن في الشوط الثاني حدث العكس وتبدل الحال وكان الاتحاد غير الاتحاد؟
أنا أيضا أتساءل عما حدث، ففريقي قدم أفضل 45 دقيقة له طوال اللقاءات التي خاضها منذ أن توليت الإشراف عليه ولعب كرة جميلة بسيطة سيطرنا سيطرة مطلقة على فريق ذوب أهن وأهدرنا العديد من الفرص السهلة في هذا الشوط وكان بإمكاننا أن ننهي اللقاء منذ الشوط الأول بثلاثة أهداف إلى خمسة أهداف على أقل تقدير ولكن كرة القدم غريبة كما أن حارس مرمى الفريق الإيراني كان سداً منيعا لهجمات فريقي ويستحق أن يكون نجم اللقاء، أما الشوط الثاني فهبط أداء فريقي بشكل عجيب وغريب وكذلك الأخطاء الدفاعية ساهمت بشكل كبير في خروج الفريق بهذه النتيجة ومازالت الأخطاء مستمرة والتي أتمنى أن تتعدل وسوف أحرص على إصلاحها في أقرب وقت ممكن.
ـ إذن متى سيكسب الاتحاد ومتى سيعود لمستوياته المعروفة فالجمهور أصبح حزينا للغاية من هذه المستويات وهذه النتائج؟
وأنا أيضا حزين مثل الجمهور سواء على المستويات أو النتائج بل وحزين على هذا التعادل الذي يعتبر بمثابة الخسارة لفريقي ولكن في نهاية الأمر فهي كرة قدم غريبة ومن الصعب أن يفهمها أحد.
اختلاف ظروف
ـ ما الفرق بين فترتك الأولى التي قضيتها مع الشباب والفترة الحالية مع الاتحاد؟
بدون شك هناك فرق فيما بين الفترتين، ففي الشباب بدأت قبل الموسم الرياضي وأشرفت على الفريق خلال المعسكر الإعدادي في تونس لمدة 25 يوما ومن ثم المباريات الودية وبعدها بدأ الموسم الرياضي وهذه الفترة بدون شك منحتي الفرصة كاملة لمعرفة مستويات اللاعبين وكيفية الطريقة والنهج الذي أريده وتفهمهم لتلك الطريقة وكذلك كيفية اختيار العناصر التي أحتاجها.. وكما لاحظ الجميع أنه قبل أن أتولى الإشراف على الفريق الشبابي كان هناك لاعب واحد فقط منضم لصفوف المنتخب الوطني وبعد أن توليت أصبح في المنتخب ثمانية لاعبين من الشباب.. وبصراحة الفترة التي قضيتها في الشباب كانت فترة جميلة ووجدت كل تعاون ودعم من الإدارة واللاعبين الأمر الذي سهل من مهمتي ولم يبعدني عن الشباب إلا الظروف العائلية التي حالت دون استمراري ولا صحة لما قيل أو تردد بأن هناك خلافات فيما بيني وبين الشبابيين.. فالحقيقة هي أن سبب تركي للشباب أنني كنت بعيداً عن بلدي الأرجنتين لمدة ست سنوات لذا قررت العودة لبلادي للبقاء مع والدتي التي تبلغ من العمر (89) عاما وتحتاج مني إلى رعاية واهتمام خصوصا أنها كانت تعاني من المرض، أما بالنسبة للفترة الحالية التي أقضيها مع الاتحاد فهي فترة قصيرة جدا كما أنني تسلمت الفريق قبيل نهاية الموسم بفترة زمنية قصيرة إضافة للظروف الصعبة والحرجة جدا التي يعيشها الفريق بسبب خروجه من البطولة الآسيوية فهذه الأمور صعبت من مهمتي.
ـ هل تلقيت عروضا سواء من أندية سعودية أو خليجية أو أوروبية في تلك الفترة؟
فعلا... تلقيت العديد من العروض المغرية من نادي الشباب للبقاء مع الفريق وغير الشباب من السعودية والخليج ولكني فضلت عدم الموافقة بسبب الظروف التي أسلفتها سابقا.
ـ ولماذا قبلت بالمهمة الاتحادية وهي صعبة أليست مغامرة؟
من المؤكد هي مغامرة ولكنها مغامرة إيجابية وفي الوقت نفسه هي تحدٍ كبير مع نفسي لاجتياز هذه المرحلة الحرجة مع الاتحاد لأنه فريق كبير ومرصع بالنجوم ومهما كانت مهمتي صعبة في بادئ الأمر فحتما ستكون سهلة في المستقبل لأنني سأعمل جاهدا على تغيير شكل الفريق للمنافسة وتحسين الصورة فيما تبقى من مباريات ومنافسات مقبلة لثقتي في نفسي أولا ثم لثقتي في اللاعبين إضافة لمعرفتي الجيدة بالفرق السعودية ومنها الاتحاد الذي شاهدت له أكثر من (70) مباراة ولذا لدي فكرة وافية عن لاعبي الاتحاد الذين تربطني مع معظمهم علاقة شخصية وهي قاعدة العمل لتأسيس الفريق بشكل سليم.
ـ ولماذا وقعت لفترة ستة أشهر فقط؟
هذه الفترة جيدة للطرفين لي وللنادي حيث خلال هذه الفترة سيستطيع كل منا معرفة الآخر وبعدها لكل حادث حديث.
ـ وعن علاقته بابن جلدته المدرب السابق للفريق الاتحادي كالديرون؟
معرفتي بكالديرون منذ عام 79م عندما كنا زميلين وسبق لي أن دربته في سويسرا وجعلته محاضرا معتمدا فيما بعد في (فيفا)، والتواصل بيني وبين كالديرون تواصل دائم وليس بالضرورة أن يعطيني معلومات أو العكس فأنا أعرف الكرة السعودية جيدا من خلال تجربتي السابقة مع الشباب وأعرف الاتحاد أيضا بشكل جيد من خلال المباريات التي لعبتها ضده وعلى العموم حدثني كالديرون عن الاتحاد وحدثته عن الشباب.
أمور للمستقبل
ـ إذن من الممكن أن يدرب كالديرون الفريق الشبابي الموسم المقبل؟
(ضحك وهو يحاول أن يتهرب من الإجابة قبل أن يقول) من النقاط الهامة والإيجابية أنني وكالديرون استطعنا التأقلم في الأجواء السعودية وحققنا نجاحات جيدة على الرغم من أن مدربين لهم ثقلهم في الأرجنتين وأسماء لامعة لم تستطع المكوث طويلا هنا.
ـ منذ أن توليت الإشراف على الفريق وحتى الآن أعتقد أنك تجاوزت الشهر والنصف فهل كونت فكرة جيدة عن مستويات جميع اللاعبين سواء من خلال المباريات الرسمية المحلية والآسيوية أو سواء من خلال المباريات الودية التي لعبها الفريق طوال هذه الفترة؟
بكل تأكيد استطعت التعرف على مستويات جميع اللاعبين من خلال هذه الفترة التي تعتبر لحد ما جيدة فمنذ أن بدأت مع الفريق وحتى الآن تجاوزت الـ45 يوما وخلالها لعب الفريق عددا من المباريات الرسمية والودية وتحقق من خلالها المطلوب وأؤكد للجماهير الاتحادية أن وضع فريقها سيكون أفضل ولكن نحتاج لبعض الوقت.
ـ لماذا لم تفرض على اللاعبين تدريبات صباحية كي يتحقق الهدف ويرتفع المعدل اللياقي؟
من الصعوبة فرض تدريبات صباحية للفريق في هذا الوقت لعدة أسباب أولها أن الأجواء حارة في السعودية إضافة إلى أن المباريات تقام مساء ولا أعتقد أن التدريبات الصباحية مجدية في ظل إقامة المباريات مساء، ثالثا أن الموسم أوشك على الانتهاء لذا من الصعب أن تبدأ من الصفر فهذا الأمر يكون مع بداية الموسم.
ـ بدايتك الحقيقية كانت مع الفريق في لقائه الدوري أمام الوحدة ولعبت بطريقة لم يعتد عليها اللاعبون وكدت تخسر تلك المباراة لتأتي مباراة الفريق أمام نجران في بطولة كأس ولي العهد لتكشف وضع الفريق الأمر الذي أدى لخروج الفريق من البطولة؟
ربما يعتقد البعض أن فريقي كان سيئا في مباراته أمام الوحدة أو كما قلت إن الفريق كان الأقرب للخسارة ولكن الواقع يقول إن الفريق كان رائعا ولعب مباراة جميلة ووصلنا للمرمى الوحداوي أكثر من مرة ولكن لم تستثمر تلك الفرص وفي نهاية الأمر انتهت المباراة بفوز فريقي بهدفين وكون تلك المباراة هي الأولى لي مع اللاعبين وأيضا الأولى للاعبين معي فمن الطبيعي أن يكون هناك صعوبة كوننا لم نفهم بعضنا ولكن في المباراة الثانية أمام نجران الجميع شاهد الفريق الاتحادي وخصوصا في الثلث ساعة الأولى ولو أحرز اللاعبون الفرص التي أتيحت لهم لتغير وضع المباراة ولكن في عالم الكرة إذا أضعت فتوقع أن يسجل في مرماك وهذا ما حدث لنا وخسرنا المباراة وبالتالي خرجنا من المنافسة.. أما المباراة الثالثة فكانت في افتتاحية لقاءات البطولة الآسيوية أمام فريق بونيودكور الأوزبكي والتي خسرناها بثلاثة أهداف دون مقابل، فاللقاء أقيم في أوزبكستان أي على أرض الخصم وبين جماهيره وهذا عامل، والعامل الثاني أن هناك فرقا بين الأجواء في السعودية وأوزبكستان، أما العامل الثالث فالفريق الأوزبكي فريق قوي ولديه عناصر قوية جدا وهذه ليست مبررات وإنما واقع على الرغم من أن فريقي أيضا قوي ولكن بعض الظروف أثرت على اللاعبين وحالت دون ظهورهم بمستواهم المعروف.. يسكت قليلا ويقول من المصادفات المضحكة والمبكية في الوقت نفسه أننا لعبنا أمام فريق نجران في أول لقاءات بطولة كأس ولي العهد وخسرنا بهدفين لهدف ومن ثم لعبنا أمام الفريق الأوزبكي وخسرنا بثلاثة أهداف لهدف ولكن بعد عودتنا لعبنا مباراة ودية أمام فريق نجران وكسبنا بثمانية أهداف وهذا يؤكد أن فريقي قوي وقادر على تحقيق الفوز في أي وقت ولكن سوء الطالع هو السبب، ألم يكن فريق نجران بكامل نجومه التي لعبت أمامنا في كأس ولي العهد وهو نفس الفريق الذي لعب أمامنا اللقاء الودي والفارق أيام قليلة فقط؟!.
لا أعرف ماذا يحدث
ـ إذن ماذا يحصل للفريق الاتحادي؟
لا شيء ولكن هناك عوامل أدت لانحدار المستوى أهمها وأقواها هي خسارة الفريق لكأس آسيا، ففي الوقت الذي كان فيه الفريق يسير بشكل ممتاز محققا نتائج إيجابية أهلته للمباراة الختامية فجأة يخسر كأس البطولة أمام الفريق الكوري وبدون شك هذا الأمر أثر على نفسيات اللاعبين بشكل كبير وهذا أمر طبيعي ويحدث مع جميع لاعبي العالم.. كما أن المشكلة الأساسية أنه بعد تلك البطولة لم يكن هناك وقت كاف ليرتاح اللاعبون ويستعيدوا ما فقدوه من توازن بل واجهتهم مباريات هامة وحاسمة فكانت النتيجة عكسية لتزيد الطين بلة ولتزيد المعاناة ليصبح وضع الفريق كما هو حادث الآن ولكن أعود وأؤكد أن هذا الوضع لن يدوم كثيرا وسيعود الفريق الاتحادي كما تعرفه جماهيره لأن اللاعبين عازمون ومصممون على تجاوز هذه المرحلة وهذا أمر مهم جدا فعندما تشعر كمدرب بأن اللاعبين غير راضين عما يحدث يعني هذا أن هناك رغبة لتقديم المستويات المرضية.
ـ البعض يرى أن بعض لاعبي الاتحاد انتهت صلاحيتهم ولابد من تغييرهم فكيف ترى ذلك خصوصا أنت المدرب والأقرب للاعبين وتعرف مستوياتهم بشكل جيد؟
البعض يرى ذلك والبعض يعتقد ذلك ولكن ما أراه وما ألمسه شيء مختلف تماما، فجميع اللاعبين قادرون على العطاء أليس هؤلاء اللاعبون هم أنفسهم الذين ساهموا في تحقيق العديد من البطولات خصوصا أن الفترة ليست طويلة فلم يمض على تحقيق كأس الدوري وأيضا كأس آسيا سوى موسم وموسمين.. إذن الاتحاد لديه لاعبون مميزون قادرون على مسح الصورة السابقة التي ظهروا بها حتى يعودوا لوضعهم الطبيعي.. كما أن عودة اللاعب الرائع ومهاجم الفريق نايف هزازي إلى جانب تأقلم المحترف الجزائري عبدالملك زيايه مع زملائه اللاعبين ستزيد من قوة الاتحاد وسترتفع المعنويات وستتحقق الانتصارات.
ـ هل كان للخلافات الناشبة فيما بين الجهاز الإداري واللاعبين الدور الأكبر في خفض المستوى، فاللاعب عندما لا يكون مهيأ نفسيا بدون شك لا يكون قادرا على العطاء داخل الملعب؟
أي خلافات التي تقول عنها؟ هذه الخلافات أسمع عنها من خلال ما يكتب في الصحافة والتي أحترمها كثيرا وأحترم ما تقوم به من عمل ولكن الحقيقة تبقى هي الحقيقة فالعلاقة فيما بين الجميع أكثر من ممتازة سواء فيما بين اللاعبين والجهاز الإداري أو اللاعبــــين والإدارة لأننا نتعامل مع إدارة محترفة يقودها الدكتور خالد المرزوقي والذي بالفعل هو رجل رائع ورجل صادق وحريص كل الحرص على مصلحة النادي بشكل عام والفريق الكروي بشكل خاص ويعتبر اللاعبين أبناءه فهو قريب منهم جدا سواء عندما نكون خارج السعودية أو في النادي، وما قام به قبل مباراة الفريق أمام فريق أصفهان الإيراني بتوجيه الدعوة للجميع لحضور العشاء يؤكد أن الرجل يسعى لتعميق المحبة فيما بين الجميع.. وعلى العموم الاتحاد ناد كبير ولا يتأثر بمثل هذه الأمور.
ـ ورأيك في الرباعي الأجنبي هل تنوي تغيير بعضهم أو أحدهم؟
الرباعي الأجنبي جميعهم جيدون، الثنائي المغربي أبوشروان والعماني أحمد حديد كلاهما مع الاتحاد للموسم الثاني على التوالي وهذا يؤكد أنهما جيدان وكلاهما أدى المطلوب منه فأبوشروان كان هدافا في الموسم الماضي وحديد كان أحد النجوم، أما التونسي أمين الشرميطي فهو الآخر لاعب جيد وأحرز أهدافا حاسمة وبقي اللاعب الجزائري زيايه فهو يصعب الحكم عليه فهو مازال جديدا على الفريق ولكن عدم ظهور الثلاثي بمستواهم المعروف أعتقد أنه من الطبيعي ألا يظهروا بمستواهم فجميع عناصر الفريق تعاني الهبوط في المستوى لما ذكرته سابقا وهو تأثر اللاعبين بخروجهم من البطولة الآسيوية ومن ثم بطولة كأس ولي العهد وكذلك بعض المباريات الهامة في الدوري، واللاعبون مكملون لبعضهم، فالتأثير كان على الجميع وليس على اللاعبين المحليين فقط.
نقص في الفريق
ـ من وجهة نظرك أي المراكز التي يحتاجها الفريق لسد النقص الذي يعانيه؟
في الوقت الراهن لن أتحدث عن هذا الجانب ولكن بنهاية الموسم سيكون هناك تقرير شامل سيتم رفعه للإدارة.
ـ هل تنوي الاستمرار مع الاتحاد لموسم آخر؟
لم أحدد بعد ولكن أنا فعلا أجد راحة كبيرة في الاتحاد وخصوصا أن الأمور مهيأة للعمل سواء من جانب الإدارة أو الجهاز الإداري أو اللاعبين أو الأجهزة المساعدة وحتى باقي العاملين مثل لقمان مسؤول الملابس، فالجميع يعمل لذا الأمر يشجع على الاستمرار ولكن من الصعب تحديده فبعد نهاية الموسم سيتم التفكير بشكل جدي سواء من قبلي أو من قبل الإدارة الاتحادية.
ـ بماذا تعد الجماهير الاتحادية؟
أعدها ببذل أقصى جهد ممكن من أجل تحقيق كأس بطولـــة خادم الحرميــن الشريفين للأبطال والتي حققتها مرتين مع الشباب وأيضا تحقيق كأس البطولة الآسيوية (إن شــــاء الله).. مطالبا الجمهور الاتحـــــادي بنســـــيان المباريــــات السابقة وما تعــرض له الفريق من هزات تعتبر طبيعيـــة في عالـــم الكرة، واعداً إياهم بتصحيح الوضع سريعاً.